ارتياح واسع في الأوساط السياسية والشعبية المؤيدة للشرعيةآ باليمن، بعد قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي التي عيّن بموجبهاآ علي محسن الأحمرآ نائبا له، والدكتورآ أحمد عبيد بن دغرآ رئيسا للحكومة.
ويعتبر مراقبون أن قرار هادي إقالة نائبه ورئيس الوزراءخالد بحاحآ وتعيينه مستشارا له، أثار استياء وغضبا في صفوف الانقلابيين الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، باعتباره رسالة صادمة وجهت إليهم ولأنصارهم.
تعيين الفريق الأحمر، العدو اللدود لمليشيا الحوثيين، والقائد العسكري المنشق الذي قسم ظهر نظام المخلوع صالح إبان انضمامه إلى ثورة التغيير عام 2011، أكد أن إسقاط الانقلاب "بالحرب أو الحل السياسي"، خيار لن يحيد عنه، وفقا لبيان أصدره الاثنين.
وجاءت قرارات هادي استباقا لجولة المحادثات بين الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح المقررة يوم 18 أبريل/نيسان الجاري فيآ الكويتآ للتوصل إلى آلية لتنفيذ القرار الأممي رقم 2216، الذي ينص على سحب مليشيا الانقلاب الحوثي وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة.
بيت الشرعية
ويرى عضو مؤتمر الحوار الوطني السابق القيادي الناصري مانع المطري أن قرار هادي تعيين الأحمر نائبا له، جاء لترتيب "بيت الشرعية" ليكون جاهزا لمحادثات الكويت المرتقبة لإحلال السلام واستعادة مؤسسات الدولة من الانقلابيين، بتنفيذهم بنود القرار 2216.
وبشأن تعيين بن دغر القيادي بحزب المؤتمر الشعبي المنشق عن المخلوع صالح، رئيسا للوزراء، قال المطري للجزيرة نت إنها رسالة تبعث بها الشرعية بأنها لا تسعى لإقصاء أحد، وأن أعضاء وقيادات حزب المؤتمر الموالين للمخلوع والحوثيين بإمكانهم أن يكونوا جزءا من مستقبل اليمن إذا تخلوا عن مشروع الانقلاب.
بدوره، اعتبر الكاتب عبد الرقيب الهدياني أن تعيين الأحمر نائبا للرئيس بعث برسالة تصعيد قوية ضد الحوثيين لمنع تكرار ما فعلوه مستقبلا.
وقال الهدياني "إننا أمام واقع جديد في اليمن، حيثآ السعوديةآ منفردة تمسك اليوم بكل خيوط اللعبة في اليمن لمنع أي اختراقات قد تحصل من أذرع ووكلاءآ إيران".
ويتفق الباحث السياسي توفيق السامعي مع تحليل الشرفي، لافتا إلى تسريبات تداولها كثيرون مفادها أن بحاح كان يقود انقلابا ناعما على الرئيس هادي قبل مشاورات الكويت؛ بالضغط لينقل هادي صلاحياته إلى نائبه بحاح كشرط من شروط الانقلابيين الحوثيين وصالح.خفايا وتسريبات
لكن الكاتب المختص بشؤون جماعة الحوثيين عبد الوهاب الشرفي يرى في قرار هادي إقالة بحاح من منصبيه كرئيس وزراء ونائبا للرئيس، كان لما مثله من تهديد على الرئيس هادي نفسه، بعد أن تردد أنه قد يكون بديلا له في كرسي الرئاسة.
وأشار السامعي إلى أن "بحاح فُرض فرضا على هادي بأمر واقع الانقلاب الحوثي والمخلوع وفقا لاتفاقية السلم والشراكة التي وقعت تحت سن الرماح"، وأكد للجزيرة نت أن "إقالة بحاح أحرقت كل الأوراق التي يستند إليهاآ الحوثيونآ ومنها ورقة اتفاق السلم والشراكة غير المعترف بها".
وفيما يتعلق بتصعيد الفريق الأحمر إلى منصب الرجل الثاني في الدولة بتعيينه نائبا لرئيس الجمهورية، قال السامعي إن "ذلك يعطي مؤشرا باستعدادات مبكرة لمواجهة فشل مشاورات الكويت، وأن المرحلة القادمة ستكون عسكرية بامتياز".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها