قال محللون سياسيون يمنيون، أن تهديد مليشيات الحوثي بإفشال المفاوضات المزمع عقدها في الكويت، منتصف ابريل القادم، وتمسكها بتشكيل حكومة وحدة وطنية، جاء عقب انحياز ودعم المجتمع الدولي للمليشيات، وممارسته ضغوطا على دول التحالف، الأمر الذي يجعل فرص الحل السياسي ضئيلة، ويغلق الباب أمام الحلول السلمية.
وأعلن الناطق باسم جماعة الحوثي تمسك جماعته بتشكيل حكومة وحدة وطنية لإدارة المرحلة الانتقالية قبيل مفاوضات الكويت، مهددا بأن تلقى مشاورات الكويت مصير مشاورات جنيف السابقة.
ونفى محمد عبد السلام، حديث المبعوث الدولي والرئيس هادي عن قبول الحوثيين بالنقاط الخمس، التي طرحها ولد الشيخ أساسا لمحادثات السلام.
كما نفى تقديم أية أجندة واضحة إلى الجماعة بشأن جدول أعمال المفاوضات، وقال: "لا مشروع لوقف إطلاق النار أيضاً".
وفي هذا السياق يقول مدير مركز الجزيرة العربية للدراسات، أنور الخضري، أن الدعم الدولي الذي يحظى به الحوثيون والمخلوع صالح، والضغوط التي تمارس على التحالف بقيادة السعودية، تعطي الحوثيين حيزا من "المناورة"، وقد تعود اليمنيون من الحركة الحوثية نقض العهود والمواثيق.
واستغرب الخضري في تصريح لـ"الإسلام اليوم" دور الوسيط الأممي إسماعيل ولد الشيخ، الذي من المفترض أن يكون محايدا في تسويق قبول الحوثيين بالقرار الدولي، وإعلان هادي ذلك، والدفاع عنهم دون أي موقف معلن للحركة.
وتابع بالقول"المفاوضات غير المعلنة هنا وهناك، وكثرة الأطراف، ودخول اليمن في ملفات المنطقة، تفرض صورة ضبابية للمشهد اليمني".
وأوضح بأن الحوثيين يراهنون على خلافات التحالف، وعداء بعض الأطراف فيه للإسلاميين، وعلى اهتمام المجتمع الدولي بقضية الإرهاب التي يحرك صالح أدواتها علي الأرض.
وبين الخضري بأن الأمور معلقة بإرادة التحالف بقيادة السعودية، وأي قرار سيتخذه التحالف سوف يتحمل تبعاته مستقبلا، معتقدا بأن الحسم العسكري أداة لحل سياسي لصالح الشرعية، ولن يستمر أبعد من ذلك إلا إذا علم التحالف يقينا بخطورة إبقاء الحوثيين وصالح ممسكين السكين بأيديهم.
من جهته، قال الكاتب الصحفي اليمني نجيب المظفر، أن فرص الحل السياسي باليمن، أصبحت ضئيلة جداً، بعد ظهور نية الحوثيين بإفشالها، حتى لو تم الجلوس على طاولة المفاوضات، فإنها لن تثمر شيئاً، بسبب اشتراطات وتعنت وتهديدات المليشيات مؤخرا بإفشالها.
وأضاف المظفر في تصريح لـ"الاسلام اليوم" أن اشتراطات الحوثيين لا علاقة لها بموضوع المشاورات المزمع عقدها بالكويت، كاشتراطهم تشكيل حكومة وحدة وطنية، فيما موضوع المشاورات يبحث آلية تطبيق القرار الأممي 2216.
وأوضح أن المليشيات عجزت عن التعامل مع ملف المعتقلين بشكل كامل، لأن بعض المعتقلين ليسوا في معتقلاتهم، بل في معتقلات المخلوع صالح، وهذا الأمر سيعقد فرص نجاح المشاورات التي يشترط لنجاحها إطلاق سراح المعتقلين، في ظل الحديث عن توجه دولي لانقاذ الحوثيين.
وتابع بالقول "المستجدات التي ستحدث على الأرض خلال الفترة التي ستسبق موعد وقف إطلاق النار، حيث تصر المقاومة على نقل المعارك إلى صعدة، قبل حلول موعد المفاوضات، الامر الذي سيدفع بالحوثيين للتعنت أكثر، لأنهم يعون أن المفاوضات لن تخرجهم بمكاسب سياسية، بل ستضعهم أمام شرط الاستسلام الكامل".
وعن الرهان الذي يعول عليه الحوثيون لمحاولة فرض أجندتهم، أوضح المظفر بأن المليشيات تراهن على "المجتمع الدولي" الذي قال أنه بدا متحيزاً لها ، إلا أن هذا الرهان خاسر في جولة المشاورات المقبلة، والتي جرى التنسيق والتوافق على عقدها في الكويت.
ونوه إلى أن اختيار عقد المفاوضات بالكويت، جاء حتى لا يمارس على المتفاوضين أي شكل من أشكال الضغط كالذي كان يجري في جنيف 2 ، حيث كانت مخابرات بعض الدول تضغط لانجاح تلك المفاوضات، ليس حرصا على اليمن بقدر الحرص على انقاذ الحوثي كجماعة عقائدية مسلحة، يكون لها وجودها المؤثر داخل أجهزة الدولة مستقبلا.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها