كشف وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح، عن توجيهات لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بشأن الخطط التنموية لمحافظة مأرب باليمن، التي قال مفتاح إنها سلمت بموجب تلك التوجيهات إلى فريق خاص برئاسة اللواء سعيد العامري، وأكد أن هناك فرقاً ميدانية بإشراف ودعم وتمويل دولة الإمارات تعمل على إعادة تأهيل البنى التحية في المحافظة التي حررت في سبتمبر الماضي من الانقلابيين بمساندة قوية من جنود الإمارات البواسل وقوات التحالف.
وأضاف مفتاح لـ«الإمارات اليوم» أن هناك لجان تنفيذ بدأت أعمالها في إعادة تأهيل سد مأرب، وهناك أيضاً لجنة خاصة جاءت لتطوير محطة مأرب الغازية للكهرباء تضم مهندسين متخصصين بهذا الشأن، إلى جانب لجنة أخرى وضعت خططاً وبرامج تلبي جميع احتياجات مأرب بجميع مديرياتها، وتم تسليمها للجانب الإماراتي الذي بدأ في تنفيذ تلك الخطط على الأرض.
وأوضح أن الدعم الإماراتي بدأ بتأهيل مستشفى مأرب العام الذي يخدم المحافظة والمحافظات الأخرى المحيطة بمأرب، خصوصاً في هذه المرحلة التي تشهد معارك تحرير ضد الانقلابيين، حيث تتم معالجة المصابين في تلك المعارك من المقاتلين التابعين لقوات الشرعية، فضلاً عن تقديم خدماته للنازحين في مأرب وكذلك أبناء المحافظة.
وقال مفتاح إن المستشفى بجهود الإمارات أصبح يقدم العلاج للمرضى خصوصاً بعد دعمه بأجهزة ومعدات طبية وأدوية، ومنها جهاز «الميكروسكوب» الذي يقوم بعمليات جراحية بالعمود الفقري، إلى جانب فريق طبي متخصص يعمل على إجراء العمليات الجراحية المعقدة، التي كانت تفتقرها المحافظة التي عمل نظام المخلوع صالح على حرمانها جميع الخدمات طوال فترة حكمه.
وأضاف مفتاح أن الفريق الطبي الذي تم إرساله من الإمارات عمل على إجراء أكثر من 50 عملية جراحية نادرة في المستشفى خلال الفترة القليلة الماضية، ما بين متوسطة ودقيقة ومعقدة وخفيفة، وكان منها عمليات في العمود الفقري والدماغ والأعصاب، وهي عمليات معقدة تتم لأول مرة في محافظة مأرب، وجميعها تكللت بالنجاح، بفضل الفريق الطبي والمعدات والأجهزة التي تم دعم مستشفى مأرب بها من قبل دولة الإمارات، إلى جانب الأدوية، التي بلغت كلفتها ما يقارب 10 ملايين درهم إماراتي.
وأشار إلى أن الإمارات تعمل حالياً على بناء مستشفى رديف لمستشفى مأرب العام بالمحافظة، حيث سيضم أقساماً لأمراض القلب والطوارئ والعناية المركزة والجراحة الدقيقة، ونحن في السلطة المحلية بمحافظة مأرب نقدم جميع التسهيلات للفريق الإماراتي.
وحول الوضع في محافظة مأرب التي أصبحت اليوم مركزاً لإدارة العمليات المختلفة في المناطق والمحافظات الشمالية، أشار وكيل محافظة مأرب إلى أن عاصمة المحافظة، مدينة مأرب، كانت تعاني الكثير من الصعوبات في تقديم الخدمات، وتابع «الآن تم تجاوز بعض تلك الصعوبات بالتعاون مع الأشقاء في دولة الإمارات، وأصبحت مأرب اليوم الرئة التي يتنفس منها اليمنيون بمختلف شرائحهم، في ظل استمرار سيطرة الانقلابيين على بعض المحافظات المجاورة ومنها العاصمة صنعاء، فلم يجد المواطن اليمني مناطق أكثر أمناً واستقراراً من مأرب في الوقت الحالي للانتقال اليها بحثاً عن الظروف الملائمة للمعيشة».
وحول مرور عام على عاصفتي «الحزم» و«الأمل» في اليمن من قبل قوات التحالف العربي المساندة للشرعية اليمنية، قال مفتاح إن ابناء اليمن عامة ومأرب خاصة، بمختلف شرائحهم وفئاتهم العمرية، يحملون لدول التحالف الكثير من الحب والامتنان والشكر على وقوفها الى جانب اليمن وإنقاذه من هذه العصابة الإجرامية خصوصاً في مأرب التي كان لقوات التحالف، وعلى رأسهم بواسل دولة الإمارات، الكثير من التضحيات في سبيل تحريرها من الانقلابيين، باعتبارها عاصمة اليمن التاريخية ومنبع العرب والعروبة.
وتابع: «ليس بغريب على الأشقاء في دولة الإمارات أن يقدموا التضحيات في سبيل مأرب، وهي امتداد لما قدمه المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، للمحافظة من خلال إعادة بناء سد مأرب، واليوم أبناؤه وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، يسيرون على خطى والدهم الشيخ زايد، في إعادة الحياة لمحافظة مأرب من خلال الدعم التنموي والاقتصادي الذي يجري حالياً في مأرب، بإشراف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد شخصياً».