يكمل مطار عدن الدولي عامه الأول من إغلاق أبوابه أمام استقبال الرحلات الجوية بكافة أنواعها منذ اندلاع الحرب في مدينة عدن ووقوعه تحت سيطرة مليشيا صالح والحوثي، ومنذ تحرير المدينة في يوليو تموز من العام الماضي لم يفتح المطار أجواءه بشكل دائم تحت حجة الصيانة وإعادة التأهيل، واستقبل رحلات معدودة لنقل و جلب الجرحى و استقبال رحلات إغاثة.
يصمت المسؤولون عن الحديث عن أسباب استمرار الإغلاق و يكتنف الأسباب غموض فتح باب التناولات والشائعات خصوصا متى ماعلمنا بأن ثمة من يريد استخدام ورقة اغلاق المطار ورقة ضغط لإخضاع إدارة الرئيس هادي،يحدثني مصدر في الخطوط اليمنية بأن قوات التحالف ألغت عدة رحلات دون ذكر أسباب وقبل موعدها بساعات، وكثير من الحالات الإنسانية التي تحتاج العلاج في الخارج حال إغلاق المطار دون حاجتها و غادر بعض الجرحى الحياة لعدم قدرته على السفر برا او بحرا،
يخضع المطار تحت حماية قوات عسكرية اماراتية و لامقارنة بينه - في وضعه الحالي- ومطار سيئون الذي لا يحمل أدنى المعايير، ومع ذلك يستقبل الرحلات الدولية بانتظام ودون توقف، فماذا يحدث داخل مطار عدن؟ ومن هي الجهات التي تقف خلف اغلاقه؟ و لماذا؟ ولصالح من؟ ومتى سيعود نشاطه؟.. أسئلة كثيرة يطرحها الناس، فمن العار ان يبقي مطار العاصمة المؤقتة مغلقا بعد نحو ثمانية أشهر من تحريرها.
بيد أن هناك مؤشرات تدل على مدى القلق من إغلاق مطار عدن داخل قيادة قوات التحالف العربي في عدن، وبحسب مصادر أمنية فإن هناك قوة مشكلة من (50) ضابط وجندي سعودي و بحريني تسلمت الإشراف على ملف مطار عدن، بعد إغلاق القوات الاماراتية المطار وانسحابها بشكل فجاءي أكثر من مرة كان آخرها بعد زيارة الرئيس هادي إلى تركيا و استعداد الجانب التركي لإرسال فرق إخلاء جوية عبر مطار عدن وذلك من خلال مروحيات مجهزة بأجهزة الانعاش لنقل الحالات الحرجة للعلاج إلى الخارج، وهو ما أدى إلى استياء اماراتي، ترجم من خلال إغلاق المطار.
وصول القوة السعودية و البحرينية يمثل خطوة مهمة للوقوف على الأسباب الحقيقية و ماهية المعرقلين، و يؤكد هذا الإجراء بأن فتح المطار بات يشكل أولوية قصوى لدى قوات التحالف، لتطبيع الحياة و عودتها إلى وضعها الطبيعي و تسيير الرحلات من و إلى المطار الدولي، و الذي قطعا سيشكل رافدا قويا يصب لصالح الحكومة الشرعية و دول التحالف العربي، سيما و أن هناك جولة مفاوضات قادمة، يستطيع من خلال فتح المطار إلى تحسين شروط التفاوض و تبديد الصورة المضللة التي صنعها الانقلابيين حول مدينة عدن و فشل الشرعية في إدارة المناطق المحررة.
وتتأكد ضرورة فتح المطار بعد نجاح القوات الحكومية من دخول مديرية المنصورة، وهو ما يعني انتفاء القلق من الوضع الأمني و الذي يتحجج به البعض لاستمرار إغلاق المطار، ويبقى السؤال المفتوح لماذا يصمت المسؤولون عن كارثة و جريمة بمستوى إغلاق المتنفس الرئيسي بين المناطق المحررة و العالم، و لماذا يطبق الخناق عليها؟، فيما يشرع مطار صنعاء أبوابه أمام العالم رغم وقوعه تحت سيطرة الانقلابيين و تعرضه لقصف طيران التحالف أكثر من مرة، فما هو المنتظر؟ و المأمول؟.. حقيقة عجزت فقد اعياني ذلك اللغز..
من صفحة الكاتبة على الفيسبوك