اعتبر السياسي والأكاديمي الكويتي المعروف، «عبدالله النفيسي»، التفاوض مع جماعة «الحوثي» في اليمن، بمثابة «الحرث في الماء».
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان «عام من الحزم»، بمناسبة مرور عام على قيادة السعودية تحالفا لإعادة الشرعية في اليمن، ونقلتها صحيفة «سبق» السعودية.
وأضاف «النفيسي»، أن إيران تحتل أراضي عربية أكثر من إسرائيل، مشيرا إلى أن فلسطين المحتلة مساحتها 25 ألف كيلو متر مربع، بينما تحتل إيران الأحواز العربية التي تقدر مساحتها بـ 375 ألف كيلو متر مربع؛ أي أكبر من مساحة فلسطين بـ 16 ضعفاً، داعياً إلى عدم مفاوضة «الحوثي» وتطويقه وتفكيكه وتحريره من «خزعبلاته المستوردة من إيران».
وتساءل: «لماذا نصمت عن هذه المساحة الهائلة التي تحتلها إيران التي تشتمل على 90% من الثروة النفطية الإيرانية؟»، مشدّداً على أن «عاصفة الحزم» شكلت مفرقاً في تاريخ منطقة الجزيرة العربية، فصرنا نقول «ما قبل عاصفة الحزم، وما بعد عاصفة الحزم».
وأضاف «النفيسي»: «نهنئ أنفسنا بالمبادرة الجسورة من المملكة العربية السعودية وجميع أبناء الأمة في جزيرة العرب على هذه الخطوة المباركة التي نتمنى أن تنتهي بنصر مؤزر لدحر المجوس الصفويين عن هذه الجزيرة»، داعياً إلى استثمار «عاصفة الحزم» لبناء حاضنة شعبية للعاصفة تكون لها مفاعيلها وفنونها من كتابة وخطابة ودروس وبناء ثقافي وتعليمي ورمزي؛ مشدّداً على أهمية الرمزية في ظل قفز إيران المجوسية على الخليج، بتفاهماتها مع الغرب الذي وجد ضالته فيها.
ووصف «عاصفة الحزم» بأنها كالحبل الذي انتشلنا من بئر عميقة وأرانا الشمس والهواء الطلق ودفعنا إلى الانطلاق في مقاومة المد الفارسي، لافتاً إلى أن «التحالف العربي طحن هذا المد في اليمن».
وتابع: «بمناسبة الذكرى الأولى لعاصفة الحزم المباركة نقول: يجب أن يرافق هذا العمل العسكري الموفق عمل سياسي شامل يستهدف الحوثي والمخلوع»، محذّراً من الوقوع فيما سمّاه بالتعايش مع الميليشيات الحوثية.
وقال: «واهم مَن يعتقد بإمكانية التعايش مع الحوثي المسلح، غلط تماماً فكرة (التفاوض) معه في الكويت خلال الأسابيع القادمة، لا تحرثوا في الماء».
وتستضيف الكويت الشهر المقبل، مفاوضات بين طرفي الصراع في اليمن، وذلك بعدما أبلغت جماعة «الحوثي» المبعوث الأممي بموافقتها على حضور المفاوضات، رغم رعاية الأمم المتحدة، لمؤتمرين سابقين من المفاوضات بين الحكومة اليمنية و«الحوثي»، في مدينتي جنيف وبيال بسويسرا، خلال الأشهر الماضية، دون التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ نحو عام.
وطالب «النفيسي»، بتطويق «الحوثي» وتفكيكه من الداخل وتحريره من خزعبلاته التي يستوردها من إيران وليس التفاوض معه، مشيراً إلى كل خطوة من هذه الثلاث: التطويق، والتفكيك، والتحرير، وسائل واَليات ومفاعيل يجب أن يدرسها التحالف ويباشر بتطبيقها على «الحوثي».
وكشف عن أوجه التشابه بين إيران وإسرائيل اللتين تعانيان معضلات إستراتيجية تتمثل في عزلتهما الثقافية وإحساسهما بالتفوق العسكري وكراهيتهما التاريخية للعرب، موضحاً أن إيران لا تعترف رسمياً بالإسلام كهوية؛ بل بالعصبية المجوسية، لافتاً إلى أن إيران تحولت إلى مضخة للتوتر في المنطقة لأنها تعاني معضلة إستراتيجية تماماً كإسرائيل.
وفسّر «النفيسي»، شعور إيران بالعزلة الثقافية؛ لكونها لا تتحدث العربية؛ لغة المحيطين بها، كما هي عزلة إسرائيل التي تتحدث العبرية في محيط عربي، فكذلك إيران لغتها فارسية ومحيطها عربي؛ ما أسهم في نشوء معضلة أخرى وهي الكراهية المرضية للمحيطين العربي والخليجي.
ويسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء، منذ انقلاب نفذوه مع قوات موالية للرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح»، في سبتمبر/أيلول 2014، ويقومون بين وقت وآخر بضرب الحدود السعودية.
ومنذ أواخر مارس/آذار 2015، تقود السعودية تحالفا في اليمن يهدف إلى إعادة سيطرة الحكومة الشرعية، والرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، على مقاليد الحكم في البلاد، وإنهاء الانقلاب، الذي نفذته جماعة »الحوثي» المدعومة من إيران، مع قوات موالية للرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح»، في سبتمبر/أيلول 2014.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها