بعد فترة توقّف تجاوزت العام عاد الممثلون إلى خشبة المسرح في مدينة عدن جنوب اليمن الذي تمزقه الحرب.
فقد أُقيم اليوم الأحد 27 مارس/ آذار بعاصمة الجنوب اليمني أول عرض مسرحي منذ بدء الحرب اليمنية باجتياح حوثي لأرجاء البلاد وما أعقبه من حملة عسكرية لتحالف عربي بقيادة السعودية- وذلك على مسرح محلي صغير في المدينة.
وجاء العرض بمناسبة يوم المسرح العالمي الذي يحل في 27 مارس /آذار من كل عام.
ولا تشهد عدن حالياً الكثير من التفجيرات الانتحارية أو الاضطرابات الأمنية التي تزعزع الاستقرار بشكل كبير.
وقال مدير معهد الفنون الجميلة بعدن سهل ابن إسحاق "تأتي هذه الفعالية.. أول فعاليه مركزية تعتبر بعد الحرب بمناسبة يوم المسرح العالمي علماً بأن المسرح عريق منذ عام ١٩١٠ ولكن يعاني الآن موتاً سريرياً."
وتُعرف عدن تاريخياً بأنها مدينة عالمية لكنها أصبحت محافظة أكثر منذ توحيد شمال وجنوب اليمن في دولة واحدة قبل أكثر من 20 عاماً.
ولا تزال المدينة تعاني من أعمال عنف من جانب متشددين إسلاميين بينهم أعضاء في فرعي تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية "داعش".
وقتل ثلاثة مفجرين انتحاريين الأسبوع الماضي 26 شخصاً عند نقطة تفتيش في عدن، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم.
ويعتبر معظم اليمنيين -الذين تضرروا بالحرب التي حولت البلد الفقير أصلاً إلى أزمة إنسانية خطيرة- المسرح رفاهية لا يقدرون على تحمل تكاليفها. ويولون الاحتياجات الأساسية أهمية لا سيما توفير الطعام وحفظ الصحة والبقاء على قيد الحياة.
وعلى الرغم من ذلك جذب العرض المسرحي يوم الأحد أكثر من 25 من عُشاق المسرح.
وقال المخرج المسرحي عبد العزيز عباس "استطعنا بالإمكانيات البسيطة أن نحيي هذه المناسبة ونقدم صورة لهذه الأحداث المأساوية سواء كان في المسرحية التي قدمت بعنوان "أنسوهيروسترات" التي تعالج نفس القضية التي أصابتنا مع الأسف أو الكلمة التي قيلت بمناسبة يوم المسرح العالمي.. أيضاً تكلمت عن الإرهاب وما أدراك ما الإرهاب."
وأُقيم العرض في مسرح صغير بمعهد جميل غانم للفنون الجميلة بالشراكة مع مؤسسة "بترلايف" لتنمية المجتمع في نشاط تحت عنوان (أعطني مسرحاً أعطك شعباً مثقفاً) بمناسبة اليوم العالمي للمسرح الذي يصادف 27 مارس/ آذار 2016، ونُظم العرض لليلة واحدة فقط.
وأعاد تحالف عربي بقيادة السعودية السيطرة على عدن التي كانت بيد المقاتلين الحوثيين في يوليو/ تموز 2015 لكن المدينة التي يقطنها نحو مليون نسمة تعاني منذ ذلك التاريخ من سلسلة تفجيرات واشتباكات بأسلحة نارية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها