كشفت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية النقاب عن ضغوط كبيرة مارسها البيت الأبيض على ولي العهد السعودي محمد بن نايف لإحباط مخطط للسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء عسكرياً والقضاء على التمرد الذي تقوده جماعة الحوثي- الموالية لطهران- وإعادة تنصيب الرئيس هادي رئيسا لليمن بحسب الصحيفة .
وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته الإثنين- 21 مارس 2016- معلومات عن لقاء جمع ضباط سعوديين مع مسئولين من البيت الأبيض مطلع مارس الجاري، قدم فيه الجانب السعودي تفاصيل خطة اقتحام بري للعاصمة صنعاء- معقل الحوثيين ورئيس اليمن السابق علي صالح.
وقالت الصحيفة إن الخطة التي قدمتها الرياض للمسئولين الأمريكيين تتحدث عن عمل بري بمشاركة سبعة من ألوية الجيش اليمني الموالي للشرعية والذي تم تدريب افراده على مختلف الأسلحة وبمشاركة وحدات من القناصة واربعمائة عربة مدرعة وكاسحات ألغام وبإسناد من طائرات الأباتشي والطيران الحربي.
ووفق التقرير الذي نشرته الصحيفة فقد تحدث الضباط السعوديين عن ظروف مواتية لشن العملية البرية بعد عام من الضربات الجوية التي طالت مواقع تمركز المتمردين الحوثيين والجيش اليمني الموالي للرئيس السابق علي صالح، والإنجاز المهم الذي حققه الجيش الوطني الموالي للرياض بسيطرته على أحد مداخل شمال العاصمة اليمنية في منطقة نهم القبلية، والخسائر التي لحقت بالحوثيين جراء الصراع الدائر وتراجع نفوذ صالح وفرار قيادات حزبه المؤتمر الشعبي العام إلى الرياض .
ورغم التأكيدات التي قدمها الضباط المقربين من ولي العهد السعودي حول عملية خاطفة يجري خلالها السيطرة على صنعاء -العاصمة السياسية لليمن- والضمانات التي أبدت الرياض استعدادها لتقديمها لضمان حد أدنى من الخسائر في صفوف المدنيين في المدينة التي يقطنها أربعة مليون مدني معظمهم يعيشون تحت خط الفقر، شكك خبراء من وزارة الدفاع الأمريكي ووكالة الاستخبارات الأمريكية -شاركوا في الاجتماع- في تقديرات التحالف العربي الذي يقود العمليات العسكرية في اليمن.
وبحسب الصحيفة- فقد قدم خبراء من وكالة الاستخبارات الأمريكية تقريراً حول نسب نجاح أي عملية عسكرية للسيطرة على المدينة، أكدوا فيه أنه رغم الحملة الجوية التي نفذتها قوات التحالف العربي وطالت مواقع الحوثيين والجيش الموالي للرئيس السابق علي صالح إلا أن اطلاق أي عملية برية للسيطرة على المدينة المكتظة بالسكان هي مغامرة غير مأمونة ومحفوفة بالمخاطر وسيكون لها نتائج تدميرية وكارثية على المدينة التي يقطنها ما يقارب اربعة مليون من المدنيين الذين سيكونون عرضة للقتل والنزوح من مناطق الصراع التي تشكل الكتلة البشرية الأكبر لجغرافيا اليمن، وكذلك التركيبة العشائرية والولاءات المعقدة للقبائل المحيطة بالمدينة والتي تدين بالولاء للرئيس صالح الذي حكم اليمن 33 عاماً وأطيح به في ثورة سلمية العام 2011 إلا أنه لايزال يعتبر اللاعب الأبرز في البلاد-بحسب التقرير .
وذكرت الصحيفة أن ضباط وكالة الاستخبارات الأمريكية أكدوا أن علي صالح لايزال يتمتع بنفوذ كبير وتربطه علاقات وطيدة مع قبائل الحزام الأمني للعاصمة اليمنية، فيما أكد التقرير أن العمليات العسكرية التي شنها التحالف العربي طيلة عام لم تؤثر في جاهزية وحدات النخبة من جيش صالح وهي وحدات برية دربت على خوض عمليات عسكرية في ظروف وتضاريس صعبة وما زال الرئيس صالح يحكم قبضته على مفاصلها.
وأكدت صحيفة الواشنطن بوست: أن مسئولين في البيت الأبيض فرضوا ضغوطاً شديدة لوقف الخطة السعودية التي كان مقرراً اطلاقها منتصف ابريل 2016 وحذروا من تكلفة بشرية هائلة قد يدفعها المدنيون، وذهاب الأوضاع في البلد الذي يشهد اضطرابات سياسية وأمنية منذ عشرة أعوام نحو الانهيار الكامل والفوضى الدائمة ما يحفز التنظيمات الارهابية على توسيع انشطتها وبسط نفوذها على مناطق جديدة شمال البلاد بعد أن سيطرت بالفعل على مدن جنوب وشرق اليمن وتحكمها بإدارة منشئات نفطية وميناء استراتيجي شرق البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسئولين الأمريكيين كشفوا النقاب لنظرائهم السعوديين عن تفاهمات (أمريكية روسية) دارت خلال الأسبوعين الماضيين بشأن الأزمة اليمنية ضمن تفاهمات لاحتواء عدد من الأزمات في المنطقة، وفحوى رسالة قدمها القطبان الدوليان عبر السفير الروسي بصنعاء إلى الرئيس اليمني السابق علي صالح وقيادات تابعة للحوثيين في لقاءات منفصلة عقدت مؤخراً في العاصمة اليمنية حول نوايا التحالف العربي شن عملية عسكرية في صنعاء ومقترحات قدمت للطرفين لتجنيب المدينة تبعات أي عمل عسكري.
وكشفت الصحيفة (في تقريرها الذي أعادت نشره في نسختها المسائية) إلى أن الرسالة لاقت تجاوباً من الطرفين اللذين يتقاسمان السيطرة على العاصمة،
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها