تأكديًا على سلمية الثورة السورية، يعود السوريون إلى ساحات التظاهر منادين بالحرية وإسقاط النظام، وهو المطلب الذي بدأوا فيه ثورتهم وما زالوا يرددونه بعد خمس سنوات من إنطلاقها سنة الفين وإحدى عشْرَةَ.
مظاهرات تعم مناطق مختلفة من سورية، أصوات تقابلها فوهات المدافع، أحلام تنفض عنها غبار الركام، و عزيمة لم تتمكن الحرب الضروس من كسرها، هي قصة ثورة، يستذكر السوريون بداياتها، ويخرجون بعد خمس سنوات لتتصدر المظاهرات الواجهة، بذات الشعارات و الهتافات.
يقول أبو خالد وهو متظاهر من أهالي كفرنبل: "سنعيد الثورة إلى أيامها الأولى، و يعود شعب سورية بجسد واحد ليسقط النظام، و الآن وغداً و بعد مئة عام سنبقى مصرين على إسقاط هذا النظام الفاسد، و نحمل بيدنا علم الثورة و نرفعه".
يضيف أبو حمادة منسق تظاهرة: "عادت الثورة إلى الخط الأول مثلما بدأنا، مستمرون على هذا الخط حتى تحقيق أهداف الثورة بالعدل و المساواة و الحرية.
توقف المظاهرات لمدة ليست قصيرة، بسبب القصف المركز على ساحات التظاهر، دفع هؤلاء للتركيز على إعادة روح المظاهرات إلى الثورة، لدور السلمية في ضخ دم جديد عند الثائرين ضد نظام الأسد.
يقول محمد وهو متظاهر من أهالي كفرنبل: "هي نفسها، الثورة نفسها، نفس الشباب و نفس الثائرين الذين طالبوا بالحرية الكرامة، اليوم يطالبون بالحرية و الكرامة، إلى أن يسقط بشار الأسد".
ويضيف خالد عيسى الناشط الإعلامي: "نحن بالبداية خرجنا بشكل سلمي بدون سلاح، و النظام إمتعض من هذا الشيء، فأطلق النار علينا، فتحديماه، فأدخل الجيش، فحررنا مناطقنا، و سنبقى سلميين".
بالرغم من تناقص أعداد المتظاهرين بسبب موجات النزوح، و تردي الأوضاع الأمنية في المناطق المحررة، يبقى للسلمية أثر في نفوس السوريين، فبالدرجة الأولى، ستذكر المجتمع الدولي أن الثورة بدأت بأصوات الحناجر، و النظام واجهها بالرصاص الحي و سعى إلى عسكرتها، أما بالدرجة الثانية، ستعطي للثورة ألقًا وقوة افتقدته لعامين تقريباً.
التأكيد على أهداف الثورة و دور المظاهرات بإسقاط نظام الأسد، يعيدنا إلى أحداث 2011 من خلال الرسومات و الشعارات المرفوعة، في رسالة من السوريين مفادها، أن روح الثورة السلمية في تجديد دائم، مهما طالت سنون الحرب.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها