لم يكن تحالف الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح مع الحوثيين مبنياً على الشراكة الدائمة وحتى يمكن أن نقول أن هذه الشراكة أن تستمر لفترة طويلة أو أن الحوثي يقبل بأن يكون جزءا من حزب المؤتمر الشعبي العام في حال التوصل إلى اتفاق سياسي.
المتابع للحركة الحوثية ولأتباع صالح من الوهلة الأولى وقبل اجتياح صنعاء يجد أن المخلوع كان يخطط لضرب من يصفهم بأولاد الساحة بعضهم ببعض أي ضرب الحوثيين بحزب الإصلاح ليخرج هو وقواته الخاصة وأتباعه المستفيد الوحيد ويعود للسلطة مجددا لكنه لم يحسب جيدا الأطراف الدولية التي تقف وراء هذه الميليشيات الحوثية وتملك مخططا كبيرا ينتهي بسيطرة الحوثيين على كامل مؤسسات الدولة ومواردها وإقصاء أتباع المخلوع وهو ما حدث بالفعل ليجد الرئيس المخلوع نفسه محاصرا بين ميليشيات حوثية وجماعات تتبع مصالحها ولا تؤمن بالولاء الحزبي له حيث لم يبق معه إلا ثلة قليلة من القيادات بالإضافة إلى معسكرات خارج صنعاء (الحديدة، وإب وتعز) تدين له بالولاء لم يسمح للحوثي باختراقها بشكل كامل وهي من تقف وراء الهجمات ضد المدنيين في تعز وتنفذ حقد علي عبدالله صالح الأعمى بحق أبناء الحالمة.
كان الخلاف قد برز بين صالح والحوثي عقب تشكيل اللجنة الثورية وإلغاء البرلمان حيث عارضت قيادات المؤتمر المؤيدة للمخلوع ذلك، وظل الكثير ينادي بضرورة إلغاء اللجنة الثورية للحوثي وتشكيل لجنة رئاسية برئاسة أحمد علي عبدالله صالح أو رئيس البرلمان يحيى الراعي لكن عبد الملك الحوثي كان يرفض منح نجل صالح ذلك المنصب ويرى بأنه يصلح أن يكون وزيرا للدفاع بالصورة فقط وأن الحكم هو ملك خاص له ولأسرته ولا يمكن لأحد أن يقاسمه.
وجه الحوثيون في بداية عاصفة الحزم ميليشياته بمراقبة عوائل الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وتفتيشها وعدم السماح لها بالخروج من اليمن وبعد وساطة قادها علي البخيتي بين عبد الملك الحوثي سمح بخروج عدد من أقارب علي عبدالله صالح إلى لبنان وسلطنة عمان.غير أنه في الأيام الأخيرة برزت تصريحات وخلافات بين أتباع ومقربين من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وتهديدات متبادلة وآخرها تصريحات أطلقها أحمد الصوفي المقرب من صالح، وكذلك توزيع صالح صور لنجله في فعالية يجري الإعداد لها لإطلاقها غدا السبت زاد الطين بلة وأثار مخاوف الحوثيين كثيرا الذين فقدوا معظم قياداتهم في المعارك مع الجيش الوطني والمقاومة وظل غالبية الجيش المؤيدة لعلي عبدالله صالح خارج المعركة.
وهنا لا يمكن أن نحكم على زواج المتعة بين الرئيس المخلوع وعبدالملك الحوثي بالنهاية إلا حينما توضع فوهات البنادق في أعناق بعض وما دونها فإنها محاولة لتوجيه نظرات الإعلام وإنجاح الحملة التي يسعى الحوثي وصالح لحشدها لتنفيذها في العاصمة صنعاء بمناسبة مرور عام على عاصفة الحزم والأمل يوم غد السبت من خلال خلق البلبلة والشائعات وهي مناورة تهدف إلى تحقيق مكسب سياسي وإشعار المجتمع الدولي من خلال المتابعات الإعلامية الخارجية لفعالياتهم ونجاحاتها بأنها تحظى بتأييد شعبي واسع وأنهم هم الشعب بكامله.
لكنني على ثقة أن الطلاق سيحدث عاجلا أم آجلا ولن تدوم المحبة بين الأوغاد.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها