رغم التهديدات "الإرهابية" التي يشهدها الشريط الحدودي الفاصل بين تونس والجزائر، اختار آلاف التونسيين وعدد قليل من السياح الفرنسيين قضاء عطلتهم في فنادق صحراء الجنوب الغربي.
ولم تمنع تحذيرات السفارات الغربية بتونس من خطورة توجه السياح للمناطق الحدودية بالجنوب التونسي جيراد كروني (60 سنة) ورفاقه من الذهاب لمدينة دوز ولاية قبلي. ويرى هذا السائح الفرنسي أن جميع مناطق العالم ليست بمأمن من هجمات تنظيم الدولة الإسلامية.
ويضيف مستغربا "اطلعت على بلاغات الخارجية الفرنسية لكن لم أعد أكترث لكلام السياسيين، يحذروننا من السفر للسياحة في تونس ودولتنا لم تقدر على تحصين باريس من أعنف هجوم إرهابي استهدف مواطنيها".
ويقضي كروني منذ 16سنة عطلة الربيع بمدينة دوز، ويقول إنه سيبقى وفيا لتونس مضيفا "هذا البلد يدفع منذ خمس سنوات ضريبة الحرية، الإرهابيون استهدفوا السياح في باردو وسوسة بهدف ضرب الاقتصاد وثنينا على المجيء، لكن لن نلغي حجوزاتنا وسنواصل دعم السياحة التونسية".
كروني: يحذروننا من السفر للسياحة بتونس ودولتنا لم تقدر على تحصين باريس (الجزيرة)
عزوف السياح الغربيين على القدوم لتونس أجبر أصحاب الفنادق على إعلان تخفيضات هامة لفائدة التونسيين لإنقاذ موسم السياحة الصحراوية. ولا ينفي مدير إحدى وكالات الأسفار عبد الناصر النيفر أن هذه الخطوة ستساهم في إنعاش قطاع السياحة.
ويقول للجزيرة نت "أسعار الإقامة في الفنادق انخفضت بنسبة 50%، كنا مجبرين على اتخاذ هذا القرار لضمان حجوزات الحرفاء، لأن الهجمات الإرهابية المتتالية ضد تونس قد تدفعهم على البقاء في منزلهم خوفا على حياتهم".
ويستقبل سالم غيلوفي -الذي يعمل نادلا بأحد فنادق دوز- عشرات الزبائن التونسيين مبتهجا بعودة الحركة داخل المقهى، ويقول إنه كان متخوفا من تأثير ما حدث قبل أسابيع في بنقردان على خطة استقطاب السائح التونسي، مشيرا إلى أن إدارة الفندق أنهت عقود أكثر من نصف العمال بسبب تراجع في المداخيل.
ويضيف غيلوفي للجزيرة نت "منذ ستة شهور لم نستقل هذا العدد من الزبائن، اليوم سعيد جدا بوجود هؤلاء، لقد أتوا من كل مدن البلاد غير آبهين بتهديدات التنظيمات الإرهابية" ويزيد أن الزبون التونسي لا ينفق كثيرا داخل الفندق مقارنة بالسياح الأجانب لكن "إقباله على قضاء العطلة هنا سيساهم في إبعاد خطر غلق هذا المشروع السياحي وإحالتنا إلى البطالة".
الغيلوفي يعتبر أن وجود سياح يعني إنقاذ عمال الفنادق من البطالة (الجزيرة)
ويعتقد المواطن كريم السنونسي (38 سنة) أن انتشار قوات الشرطة أمام الوحدات السياحية يبعث الطمأنينة في نفوس السياح المحليين والأجانب.
وقال للجزيرة نت "أقنعت زوجتي وأطفالي بعدم الخوف من هذه التهديدات وضرورة مواصلة حياتنا بطريقة عادية، لأن عزوفنا عن قضاء العطل في الفنادق سيحقق هدف التنظيمات الإرهابية التي تسعى لبعث الرعب تمهيدا للمرور إلى مراحل أشد خطورة".
وقال عدد من التونسيين الذين توافدوا على مدينة دوز للجزيرة نت إن إدارات الفنادق وضعت برامج ترفيهية وتنشيطية خاصة بهذا الموسم، مشيرين إلى أن هذه الأجواء ساهمت في مضاعفة تحدي المواطنين للإرهاب وفق تعبيرهم.
من جهة أخرى، يطالب أصحاب الفنادق ووكالات الأسفار السلطات التونسية بالبحث عن أسواق جديدة في آسيا لجلب السياح بعد تراجع نسبة الوافدين الأوروبيين عقب حادثة مصرع عشرات البريطانيين بمدينة سوسة منتصف العام الفائت.
ويعتبر أصحاب الفنادق أن استقبال آلاف التونسيين رغم المخاطر "الإرهابية" لا يمكن إدراجه ضمن الحلول الجذرية لإنهاء الأزمة التي يعيشها قطاع السياحة، ويعتقدون أن هذه الفئة من الزبائن غير قادرة على توفير العملة الصعبة وتنشيط الحركة التجارية بالمدن السياحية على مدار السنة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها