سخر علماء ومفكرون يمنيون من محاولات بعض المثقفين ورجال الدين الموالين للمخلوع علي صالح ومليشيات الحوثيين تطبيع الوضع الانقلابي في اليمن وشرعنة جرائم مليشيات تحالف الانقلاب باسم أهل السنة، من خلال الاجتماع الذي عقد أخيرا في مدينة الحديدة غرب اليمن، برعاية مليشيات الحوثيين وصالح، دعوا من خلاله إلى "نبذ الخطاب الطائفي والمناطقي"، دون الإشارة إلى الخطاب الطائفي والجرائم الطائفية والحرب الظالمة التي تشنها مليشيات تحالف الانقلاب على اليمنيين.
الشيخ الحسن بن علي الزومي، رئيس مركز تمكين للدراسات الإستراتيجية، أوضح في تصريح لموقع "الإسلام اليوم"، بأن "ما يسمى بملتقى أهل السنة في الحديدة، الذي عقد برعاية الحوثيين والمخلوع صالح بغض النظر عن أسماء الشخصيات التي حضرت ومقاصدها - فلكل مصل نيته - وبغض النظر عن كونهم علماء أو عملاء، إلا أننا ينبغي أن نتوقف عند بعض المؤشرات المهمة".
وأضاف "العنوان العريض للمؤتمر : أهل السنة .. وهذا هو المقصود الأول للمؤتمر، إرسال رسالة أن الصراع الدائر الآن في اليمن ليس صراعا سنيا زيديا أو رافضيا، وان الانقلاب والعدوان الحوفاشي ليس موجها ضد أهل السنة، فهاهم علماء أهل السنة من كل المحافظات اليمنية ومن كل التوجهات والمدارس - حتى السلفية منها - تقيم مؤتمرها بكل هدوء وامن وإيمان ( ! ) للمطالبة بوقف العدوان الخارجي على اليمن بما فيهم أهل السنة".
واعتبر الزومي بأن هذه الخطوة "جزء من لعبة المخلوع صالح القديمة في استخدام كرت العلماء وأهل السنة عند الحاجة، فالغالبية الساحقة من العلماء - أن صح التعبير - هم من المعروفين بعلاقاتهم السابقة والوثيقة مع ولي أمرهم الأول صالح".
لافتا إلى أنه "هنا تكمن خطورة حضور بعض العلماء في هذا المؤتمر حيث يعطون الشرعية لهذا المعنى أن يصل بقوة وبدون مواربة !!".
وتابع الزومي بأن "اختيار مدينة الحديدة ، وهي عاصمة تهامة السنية الشافعية ذات التواجد القوي لحزب الإصلاح والسلفيين محاولة إرسال رسالة تأكيدية أخرى أن المحافظات السنية معهم .. وليس فقط صنعاء أو عمران أو ذمار".
مضيفا: "ولا ننس هنا أيضا أن تهامة عرفت بوفائها للمخلوع صالح ولا زالت، فهل هذا ايضا نوع من الوفاء أم من الخيانة لمحافظتهم ولأهل السنة المسحوقين تحت رغبات الحوثيين وصالح".
وخلص الشيخ الزومي إلى القول بان "اختيار التوقيت أيضا خطير جدا، فهو يأتي في خضم الترتيبات المتسارعة لعقد جولة جديدة من المفاوضات ربما تكون حاسمة، ومن المناسب لممثلي صالح والحوثيين أن يسألوا أنصار الشرعية على طاولة المحادثات : عن اي شعب تتحدثون؟!".
من جانبه، علق الدكتور محمد بن موسى العامري، رئيس هيئة علماء اليمن ورئيس حزب الرشاد اليمني، بقوله: "يحاول الحوثيون عبثا أن يغرروا على البسطاء بذر الرماد على العيون للتستر على عنصريتهم وطائفيتهم عبر بعض الأبواق المتحوثة معهم ! أو المخدوعة والمتخوفة من بطشهم ؛ تحت فعاليات علماء السنة - زعموا - وهيهات!".
وأضاف الدكتور العامري لموقع "الإسلام اليوم"، إن "علماء أهل السنة لن يكونوا خدما لمشروع إيران الرافضي ضد أهل السنة والناس يعرفونهم بمواقفهم ويعرفونكم بأفعالكم وجرائمكم ولن يكونوا آلة لتشريع انقلابكم وقمعكم وعدوانكم وحصاركم".
وختم الدكتور العامري قائلا: "ابحثوا عن حيلة أخرى قد علمنا تحايلكم وألاعيبكم".
إلى ذلك، علق الدكتور مراد القدسي، نائب رئيس هيئة علماء اليمن، لموقع "الإسلام اليوم"، قائلا: "من يكرس الطائفية فكرا وسياسية وممارسة؛ يدعو لعقد مؤتمر في عقر بلاد تهامة التي تئن من طائفيتهم وحقدهم؛ مازالت تهامة يسيل دماء أبنائها؛ مع جميع الشرفاء من أبناء اليمن؛ ثم يقول لا للطائفية؛ صدق من قال رمتني بدائها وانسلت".
ويحاول الحوثيون وحليفهم صالح شرعنة جرائم القمع والتنكيل باليمنيين من خلال استدراج بعض المحسوبين على السنة لاتخاذ مواقف مناهضة لحق اليمنيين في مقاومة طغيان مليشيات الحوثيين وصالح واستعادة الدولة المختطفة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها