طرح ظهور الجنرال علي محسن الأحمر، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مرتديا بزته العسكرية لأول مرة، في محافظة مأرب، منذ مغادرته للبلاد عقب الاجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في العام 2014، تساؤلات عدة، حول الدور القادم للرجل الذي يشغل نائب القائد الأعلى لقوات الجيش الوطني، وسط أحاديث عن تكليفه من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، بمهمة عسكرية مرتقبة.
ووصل قبل يومين، إلى مدينة مأرب، الجنرال الأحمر برفقة قائد العمليات المشتركة لقوات التحالف، فهد بن تركي بن عبد العزيز آل سعود.
مساع لتعجيل الحسم
وتعليقا على هذا الموضوع، رأى عضو المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية باليمن، فهد سلطان أن عودة الفريق الركن، علي محسن إلى البلاد، وبعد ذلك الظهور، يأتي في سياق مساعي التحالف بسرعة إنهاء العمليات العسكرية في اليمن.
وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أنه على ما يبدو بأن الخطة الزمنية التي رصدها التحالف بقيادة الرياض، لإنهاء العمليات تصطدم بواقع مفتعل من قبل السلطات الشرعية، التي "تريد إنضاج أجندتها في الجنوب والشمال" وبكلفة زمنية تتجاوز خطة دول التحالف.
وأوضح سلطان أن التحالف العربي يعلن للمرة الثالثة، قرب انتهاء العمليات العسكرية في اليمن، ومع كل إعلان لا يبدو أي أفق واضح للحسم، وبالتالي وصول الأحمر هو خيار التحالف أكثر منه خيار الشرعية المتمثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي.
ولفت إلى أن التفاوض مع جماعة الحوثيين، وعودة الفريق إلى مأرب، تفصح لربما عن أن استعادة صنعاء سيكون سياسيا وليس عسكريا، ولكن هذا الأمر مرتبط بالرئيس هادي أولا وأخيرا.
مؤشرات لحسم معركة صنعاء
من جهته، قال الإعلامي والمحلل السياسي، عبدالله إسماعيل، إن ظهور الأحمر في محافظة مأرب، يخفي دورا مهما للمحافظة في قادم الأيام، بينما يحمل مؤشرات لأحداث قادمة، قد تشهد انشقاقات وتفاهمات ستؤدي في النهاية لتحرير العاصمة صنعاء.
وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن جهود الحسم تتصافر لساعة الصفر في تحرير العاصمة صنعاء، ولازالت المؤشرات تشير أيضا أنها "قد لا تكون عسكرية بحتة".
وأشار إسماعيل إلى أن هناك الكثير مما يعتمل خلف الصورة الظاهرة، مؤكدا أن تعيين الجنرال محسن حمل أهدافا كثيرة تتعلق بقدرته على التواصل الفاعل مع القيادات العسكرية التي مازالت تعمل في جبهة الحوثيين وصالح.
ولفت إلى أن تواجد الجنرال العجوز في مأرب، يفتح حلقات تواصل موثوقة مع الشرعية والتحالف، وأيضا القيادات القبلية التي ترى في تواجده دلالات على إمكانية إعلانها الولاء للشرعية دون مخاوف.
وفي 22 من شباط/فبراير الماضي، عين اللواء الأحمر، نائبا للرئيس هادي في قيادة الجيش الوطني، والذي يعد من أقوى رجال المؤسسة العسكرية اليمنية، وأبرز المطلوبين لجماعة الحوثي، التي خاض معها، ست حروب ما بين عامي (2004-2009)، وقبل سقوط العاصمة صنعاء في أيلول/ سبتمبر من عام 2014، نجح في الفرار إلى السعودية.