بعد عام على بدايتها لمواجهة مليشيات الحوثي وصالح في اليمن تتجه عاصفة الحزم نحو فرض الحل السياسي بعد أن أظهر الحوثيون استعدادهم لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والاعتراف بالشرعية ووقف الهجمات على أراضي المملكة العربية السعودية.
وبعد اتصالات متعددة عبر وسطاء محليين ودوليين أدرك الحوثيون حقيقة الهزيمة التي تنتظرهم مع تحرير نحو 70 في المائة من أراضي اليمن والوصول إلى مشارف صنعاء وتدمير جزء كبير من ترسانة الأسلحة التي استولوا عليها من مخازن الجيش فذهب ممثليهم إلى جنوب المملكة حيث أظهروا حتى اليوم وفق مصادر رفيعة في الحكومة اليمنية استعدادهم لتنفيذ قرار مجلس الأمن بالانسحاب من المدن والبدء بتسليم الأسلحة والدخول في حكومة وحدة وطنية.
وطبقاً لما ذكره المسؤولون في الحكومة اليمنية الذين نقلت عنهم صحيفة البيان الإماراتية " فإن الجانب السعودي أبلغهم أن الحوثيين أبدو استعدادهم للالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن وصولاً إلى إيقاف الحرب وأن الخطوة الأولى لاختبار جدية هؤلاء كانت في التهدئة عبر الحدود حيث استمرت هذه التهدئة قائمة حتى اليوم رغم حدوث بعض الاختراقات، كما شملت التهدئة في مرحلتها الأولى وقف ضربات مقاتلات التحالف للمواقع العسكرية وسط صنعاء وهو أمر ظل صامداً طالما التزم الطرف الانقلابي بعدم إطلاق أي صواريخ من هذه المعسكرات.
تعزيز التهدئة
المحادثات المتواصلة في جنوب المملكة دخلت أسبوعها الثاني وبدأت تخطوا خطوات أخرى نحو تعزيز التهدئة من خلال البدء بنزع الألغام التي زرعها الانقلابيون في الشريط الحدودي ويعقب ذلك انسحابهم من المواقع الحدودية والمنافذ وتسليمها لقوات الحكومة الشرعية وهي خطوات مطلوبة قبل عقد الجولة القادمة من محادثات السلام بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة.
الحوثيون بدورهم وصفوا المحادثات بالجادة والجيدة وأكدوا تعاون الطرفين لاحتواء الاختراقات التي شهدتها بعض المواقع الحدودية لكنهم لم يكشفوا عن موقف حليفهم الرئيس السابق "علي عبد الله صالح رغم تأكيدات مقربين من الرجل أنه على اطلاع دائم على مجريات ما يدور وأنه تم التواصل منذ أسبوعين مع زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي وتم خلاله مناقشة قضايا خلافية لم يتم الكشف عنها.
اقتراب النهاية
الناطق باسم قوات التحالف العربي العميد أحمد عسيري، واكب هذه التطورات وقال إن العمليات العسكرية الكبيرة للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن «اقتربت من نهايتها». إلا أنه، شدد على أن اليمن سيبقى بحاجة للدعم على المدى الطويل «لتجنب تحوله إلى ليبيا ثانية»، حين تركها الغرب فريسة للجماعات الإرهابية والجماعات المسلحة بعد المشاركة في إسقاط نظام حكم معمر القذافي وقال: «نجد أنفسنا حالياً في نهاية مرحلة المعارك الكبيرة»، وأضاف: «لا نريد أن يتحول اليمن إلى ليبيا ثانية، لذلك علينا أن نقدم الدعم للحكومة والوقوف إلى جانبها مرحلة وراء مرحلة حتى تصبح قادرة على إقرار السلام والأمن».
وفي انتظار لقاءات حاسمة سيعقدها المبعوث الدولي الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ مع الرئيس عبد ربه منصور هادي ومن ثم مع ممثلي فريق الحوي والمؤتمر تنتظر الساحة اليمنية تطورات هامة تواكب التطورات والانتصارات الميدانية لقوات الجيش الوطني التي أفضت إلى فك الحصار عن مدينة تعز والوصول إلى مشارف صنعاء والاقتراب من ميناء الحديدة.
جهود أممية
قالت مصادر في مكتب الأمم المتحدة، باليمن إن مبعوث الأمين العام اسماعيل ولد الشيخ أحمد يسعى للحصول على موافقة الحكومة اليمنية والأطراف الإقليمية، لبدء إجراءات للإعلان عن وقف المواجهات داخلياً مع وقف العمليات العسكرية من جانب قوات التحالف بالتزامن وتنفيذ الانقلابيين لشروط بناء الثقة والمتمثلة بالإفراج عن وزير الدفاع والمعتقلين العسكريين والمدنيين وفتح بقية المنافذ المؤدية إلى مدينة تعز. وتستند الأفكار التي تناقشها الأمم المتحدة مع الجانبين على انسحاب المليشيات مرحلياً إلى عمران في شمال العاصمة ويتبع ذلك تسليم الأسلحة الثقيلة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها