شهدت منطقة الشرق الأوسط في الأيام القليلة الماضية العديد من التغيرات الغريبة على المتابعين للمشهد في عدد من الدول العربية المنكوبة بنيران الحرب، ففي سوريا أعلنت روسيا انسحابها والتخلي عن الحليف بشار الأسد دون سابق إنذار، أما في اليمن فشنت إيران هجومًا على حليفها جماعة أنصار الله الحوثي عقب اعتداء مليشيات الحوثي على عدد من المراسلين التابعين للقنوات والصحف الإيرانية.
وتغيرت لهجة الحوثيين وانتهت غطرستهم في تصريحاتهم، حيث وصفت قناة المسيرة الناطقة بلسان مليشيات الحوثي، المملكة السعودية "بالجارة الكبرى" في التقارير التي تتعلق بالمملكة، في خطوة عكست تغيرًا واضحًا في سياسة الحوثي، ويشير إلى أن الحل السياسي في اليمن أصبح وشيكًا.
من جانبه قال المحلل السياسي اليمني محمد الكاف: إن لهجة الحوثي لم تتغير خاصة عقب موقعة أمس من قصف المملكة لعدد من المناطق، ولكن قد يكون نوعًا من التهدئة للدخول في برنامج مفاوضات سياسية يخطبون بها وقف القصف الجوي.
وأضاف الكاف في تصريح لـ"بوابة العرب"، أمس الأربعاء، أن الحل السياسي لن يتم إلا في حال وقف القصف بشكل تام، أما في ظل القصف والقتل العشوائي فسيكون الحل السياسي التقليدي بعيد المنال، إلا إذا تدخلت قوى عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية لإيقاف الحرب وإنهاء الأزمة وهذا كأنه أيضا بعيد.
وأوضح الكاف، أن جامعة الدول العربية لم تظهر كعنصر أو كمؤسسة مؤثرة في أحداث اليمن، خاصة أن إعلان الحرب تم بشكل منفرد عن الجامعة العربية، وإن ظهر التأييد فيما بعد.
وقال هشام الوليدي الناشط السياسي اليمني: إن الحوثي تغيرت لهجته عقب الخسارة في عدد من المواقع المهمة على يد التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والتي كان آخرها تعز، وبات يتحدث بأسلوب سياسي بحت.
وأضاف الوليدي في تصريح لـ "بوابة العرب"، أن الحل السياسي بات وشيكًا في اليمن بعد تعادل القوى الموجودة على الأرض، حيث أصبحت قوات الحوثي وصالح تتعادل مع قوات المقاومة على الأرض.
وطالب الوليدي، مصر وجامعة الدول العربية بقائدها الجديد أحمد أبو الغيط بالتدخل لحل الأزمة اليمنية لإنهاء الحرب الطاحنة في اليمن والتي راح ضحيتها آلاف الأبرياء من اليمنيين، وليكن الحل عربي- عربي دون تدخل أوروبي.