رأى محللون سياسيون يمنيون أن امتثال مليشيات الحوثي للوساطة القبلية التي تمت بينها وبين المملكة العربية السعودية على الحدود اليمنية، ومشاركتها في عملية نزع الألغام التي زرعتها في وقت سابق هو "استسلام" بعد استنفاد كل قواتها وقدراتها في معارك الحدود.
وأوضح المحللون أن استسلام المليشيات على الحدود السعودية، يهدف للحفاظ على ما تبقى من قدراتها العسكرية، لحماية معقلها الرئيس "صعدة"، وللتخفيف من حدة الضغوطات التي تواجهها في الداخل اليمني، لاسيما بعد هزيمتها في محافظة تعز.
وتواصل لجنة مكونة من الجانب السعودي وجماعة الحوثي، أعمالها في نزع الألغام التي زرعتها الميليشيا، في المناطق التي كانت مسرحا للحرب، على الحدود السعودية مع اليمن.
وكان المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي العميد أحمد عسيري أكد في وقت سابق أن عملية نزع الألغام على الحدود السعودية اليمنية تتم عبر وساطات قبلية؛ نافيا وجود أي مفاوضات مع أي طرف خارج مسار الحكومة اليمنية الشرعية والمبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
يقول المحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي، أن موافقة الحوثيين على إيقاف الحرب على الحدود، ونشر خارطة الألغام والمشاركة في تفكيكها هو استسلام، ويأتي في سياق سعي المليشيا للإبقاء على شيء من جاهزيتها العسكرية وإمكانيات السيطرة على معاقلها وخصوصا في صعدة.
وأضاف التميمي في تصريحات صحفية "أن الحوثيون وحليفهم صالح استنفدوا كل قدراتهم على الحدود، ويأسوا من امكانية توظيفها لتحقيق مكاسب عسكرية أو سياسية.
وتابع بالقول"ثمة مؤشرات على أن تسمح هذه الخطوة للحوثيين على أن يكونوا جزءا من المعادلة السياسية في اليمن، ومحاولة كهذه استحقت الذهاب الى حد الاستسلام للسعودية وتنفيذ شروطها، دون توفر أية دلائل على ان السعودية بنت تفاهمات مع المليشيا؛ لأن المملكة حرصت على تسمية شريكها في التفاهمات على الحدود بانهم ممثلون قبليون يمنيون".
بدوره استبعد عضو المنتدى السياسي للديمقراطية فهد سلطان، أن تكون التهدئة على الحدود السعودية اليمنية، استسلام من قبل مليشيات الحوثي، مشيرا بأن التواصل الذي يجري بين المملكة العربية السعودية والحوثيين في هذا التوقيت بالذات يعود الى عدة أسباب.
وأوضح سلطان في تصريح صحفية " أن أبرز تلك الأسباب هو تخفيف الضغوط التي تمارس على المليشيات، خاصة أن التهدئة جاءت بعد تصريحات لنائب القائد الاعلى للقوات المسلحة اليمنية اللواء الأحمر، والذي تحدث عن قرب استعادة العاصمة وباقي محافظات الجمهورية بما فيها محافظة صعدة معقل الحوثيين.
وأشار إلى أن دخول مليشيات الحوثي في حوار مع السعودية يأتي لضمان خط سياسي، فيما لو فشلت الحروب في الداخل، كما أنها محاولة للتخفيف من ضربات التحالف لأنها دفعت ثمن باهضا وباتت مجهدة للغاية.
وتابع بالقول"أعتقد أن هذا الخطوة فكرة إيرانية بامتياز، كون الشروط التي وضعها الحوثيون أن تكون صعدة خارج أي خلاف ساسي أو عسكري في المستقبل، وتبقى تحت إدارتهم، وهذه تكرار لتجربة حزب الله في لبنان، ولها مخاطر مستقبلية".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها