كشفت مجلة نيوزويك الأميركية أن صورا لطائرات بدون طيار صنعتها إيران استخدمت في هجمات نفذها الحوثيون مؤخرا في اليمن.
ونقلت عن خبراء، امس السبت، قولهم إن طائرة بدون طيار ظهرت في معرض للأسلحة أقامه المتمردون الحوثيون الذين يحكمون معظم شمال اليمن في مارس من العام 2021، تشبه بشكل كبير طائرة بدون طيار يعتقد أنها استخدمت في وقت لاحق في هجوم مميت على ناقلة نفط قبالة سواحل عمان.
وربط المسؤولون الأميركيون ومحللون آخرون النظام المستخدم في تلك العملية وغيرها بإيران.
وتعرضت سفينة ميرسر ستريت، التي ترفع علم ليبيريا وتعمل لصالح شركة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، إلى انفجارين متتاليين في يوليو 2021 أثناء إبحارها عبر خليج عمان.
أدى الانفجار الأخير إلى مقتل قبطان السفينة، وهو مواطن روماني إلى جانب ضابط أمن بريطاني.
الحادث الذي أثار غضبا دوليا، عزته الولايات المتحدة وإسرائيل إلى طائرات مسيرة أحادية الاتجاه صنعتها إيران، الا ان طهران نفت تورطها في هذا الهجوم.
أما المشتبه به الرئيس فهو النموذج الذي أشار إليه الخبراء والمسؤولون الأجانب باسم “شاهد -136″، أو ما يسمى بـ”طائرة بدون طيار مفخخة” يتراوح مداها 2000 -2200 كيلومتر، أو ما يقرب من 1240 إلى 1370 ميلا.
وفي ذات السياق قالت الممثلة الدائمة للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد في أغسطس/آب “نحن واثقون، بناء على تقييمنا للحطام الذي تم العثور عليه في سفينة ميرسر ستريت أن النظام المستخدم في الهجوم كان طائرة بدون طيار -شاهد -136- والتي يتم تصنيعها فقط في إيران”.
ولكن تم التعرف أيضا على هذه الطائرة الفريدة من نوعها في أماكن أخرى، لا سيما في اليمن، حيث تمتلك جماعة الحوثيين، طائرة مشابهة جدا يشار إليها باسم وعيد.
ورفض الطرفان المزاعم القائلة بأن إيران تزود الحوثيين بهذه الأسلحة، لكن هذا النفي لم يصمد طويلا.
إذ أظهرت بعض الصور أن الطائرة بدون طيار المعروفة باسم شاهد -136 شاركت في محاولة الحوثيين الهجوم على القوات الحكومية المدعومة من السعودية قرب منطقة العلم بمحافظة مأرب اليمنية في سبتمبر 2020.
واستخدمت القيادة المركزية الأميركية صورة من هذا الحادث في تقييمها الخاص لربط إيران بهجوم سفينة ميرسر ستريت.
كما أظهرت صورة نشرت في يناير 2021، مثل هذه الطائرات استخدمت في محافظة الجوف اليمنية.
وفي ذات الوقت نشر الحرس الثوري الإيراني مقطع فيديو لطائرة بدون طيار مشابهة تستخدم لضرب نظام للصواريخ أرض-جو خلال مناورة. كما تم عرض نماذج أخرى من هذه المسيرات خلال تدريبات على طائرات بلا طيار في مايو.
ووفقا للمجلة الأمريكية أفاد تحليل جديد للصور لخبير يتابع الأنشطة الإيرانية في المنطقة، فضل عدم كشف هويته، أن هناك أوجه تشابه كبيرة بين الطائرة بدون طيار التي أسقطت في مأرب والطائرة التي عرضت في “معرض الشهيد” الذي أقامه الحوثيون في 11 مارس.
وفصل التحليل أوجه التشابه بين الدرونز التي عرضها الحوثيون في المعرض، وبقايا ما يسمى الطائرة بدون طيار “شاهد -136” تم انتشالها بعد سقوطها في محاولة الهجوم على قوات الحكومة اليمنية بمحافظة مأرب في 23 سبتمبر 2020.
وكان هجوم “ميرسر ستريت” النشاط الأخير في حرب الظل الدائرة بين إسرائيل وإيران في البحر، حيث هددت هجمات متكررة على ناقلات النفط بإثارة توترات في مياه المنطقة الاستراتيجية وبتعطيل التجارة الدولية.
