من نحن | اتصل بنا | الخميس 19 يونيو 2025 01:11 صباحاً

 

 

 

 

منذ 20 ساعه و 46 دقيقه
أعلن البنك الدولي، تقديم منحتين بقيمة 30 مليون دولار لتعزيز الشمول المالي ودعم التعليم في اليمن. وذكر البنك في بيان صحفي، أن مجلس المديرين التنفيذيين التابع له وافق على تقديم منحتين جديدتين بقيمة 30 مليون دولار لدعم البنية التحتية المالية الرقمية في اليمن وضمان توفير خدمات
منذ 22 ساعه و 36 دقيقه
وضع رئيس مجلس الوزراء، الدكتور سالم بن بريك، حكومته أمام اختبار حقيقي لقياس مدى نجاحها خلال أول 100 يوم من عملها، مؤكدًا أن التنفيذ الفعلي للخطط هو المعيار الوحيد للحكم على أداء الوزراء والمؤسسات.   جاء ذلك خلال ترؤسه، اليوم الاربعاء، الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء في
منذ يوم و 34 دقيقه
في أول تصريح له عقب موجة الانهيار الحادة التي شهدتها العملة المحلية خلال الأيام الماضية، تجنّب محافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب المعبقي، الحديث عن أسباب هذا التدهور الكبير، أو الإجراءات التي يعتزم البنك اتخاذها لوقف التدهور المتسارع في قيمة الريال اليمني، مكتفياً
منذ يوم و 20 ساعه و 37 دقيقه
كشفت وثائق رسمية صادرة عن المحكمة الجزائية بمحافظة جدة، عن التفاصيل الكاملة لقضية المواطنة اليمنية شروق أحمد علي عثمان، التي أُدينت بارتكاب جريمة قتل مروّعة بحق المواطن السعودي فهد بن محمد البيشي، في واقعة ارتبطت بسلوكيات جنائية غير مشروعة وتعاطي للمخدرات، وصدرت بشأنها
منذ يومان و 5 ساعات و 31 دقيقه
ترأس معالي الدكتور محمد سعيد الزعوري وزير الشؤون الإجتماعية والعمل صباح اليوم اجتماعاً استثنائياً لمجلس الوزارة، ناقش خلاله إعداد خطط بالأولويات الواجب تنفيذها خلال الثلاثة الأشهر القادمة المتعلقة بأولويات الحكومة في المرحلة المقبلة خاصة المرتبطة بمتطلبات ومعيشة
مقالات

الأربعاء 12 أغسطس 2020 12:15 مساءً

حضرموت .. عَسل اليَمن

تَحكي كُتب التَاريخ عن حضرموت بشأن التحولات التي مَرّت بها وصراعها مع محاولات النُفوذ لدويلات ما قبل الميلاد وحتى القُرون الميلادية الأولى وما بعد الإسلام وصولاً إلى عَهد السلطَنات والاستعمار الإنجليزي لعدن وبعض مناطق الجنوب علماً بأن حضرموت لم يَدخُلها الاستعمار ولكنه أدار لُعبته مع السلطنتين الكثيرية والقعيطية؛ تَحدَث التاريخ عن عدم الاستقرار في حضرموت بسبب تلك المُمارسات ونَقل الصراع إلى داخل قبائل حضرموت سبقها تدمير كثير من تاريخ وتراث حضرموت التي كان ومازال مجتمعها يتّسم بالهدوء والسكينة والابتعاد عن أيّ نزاعات. وعلى الرغم من كل الخرافات التي دارت حول أصل تسميتها بهذا الإسم تَذكُر الأبحاث التاريخية أن مراحل متعددة من تاريخ حضرموت غامضة ولم توَثق كاملةً كما هو بالنسبة لحضارات أخرى في مناطق من حولها أو دويلات سيطرت على حضرموت والمجال لا يتسع للحديث عن التاريخ الطويل لحضرموت ومناطقها ولكن تَبقى هويّة حضرموت التاريخيَة قائمة ومَشهودة.

ومع أنّ أبناء حضرموت كانوا من أوائل حاضنيّ التجارة الخارجية إلا أنهم أول المُهاجرين الراحلين عنها في مراحل مختلفة من تاريخها هرباً من النّزاع كان آخرها في القرن التاسع عشر إلى دول جنوب وشرق آسيا ثم إلى دول الخليج في القرن العشرين وأصبحوا من أهم النخب التجارية والرافد الاقتصادي لحضرموت التي مَثّل أبنائها سفراء التجارة اليمنيين.  

يتجسّد تاريخ وحضارة حضرموت في المواقع التاريخية التي يتواجد في كل مديرية منها تاريخ مُعيّن من آثار وقصور ومعابد دينية قديمة والمُدن القديمة وأسوارها وفيها أول ناطحات سحاب في العالم في تريم وشبام حضرموت ، وفيها المخطوطات والآثار الموجودة في المتاحف الثلاثة في مدنها وكذلك التراث اللامادي الذي شكل الثقافة الحضرمية عبر التاريخ التي تظهر في سلوكيات أبنائها وممارساتهم ووعيهم والتي تتطور حتى اليوم. 

حضرموت من أكبر المحافظات تبلغ مساحتها ثلث الجغرافيا اليمنية ، فيها تكوين جغرافي من المرتفعات الجبلية والساحل والوادي والصحراء وتَضُم أهم مناطقها الشَحِر والمُكلا وسيئون وتريم، ومع هذا التنوع الديمغرافي في محافظة حضرموت إلا أنّ التجانس بين أبنائها موجود إلى حدٍ كبير مع فروقات بسيطة ترتبط بالعادات والأنشطة التي تُمارسها المكوّنات المجتمعية.

يعتمد مجتمع حضرموت على أعمال التجارة الداخلية وتجارة المهاجرين إضافة إلى أعمال الصيد السَمكي الغنيّة بها والزراعة وعلى رأسها التمور وإنتاج العَسل الذي يُعتبر الأشهر والأفضل (الدوعني) كذلك الحرف اليدوية المُتقنة التي يمارسونها رجالاً ونساءً ومنها ما هو مشهور من صناعة الأحجار الكريمة والزخرف والأزياء و البخور واللبان، وفي باطِنها الكثير من النفط والثروات المعدنية. 

عندما نزور حضرموت فأنها تَسكُننا وتُشعِرنا بالسّكينة والهُدوء ورَوعة أهلها الذين يحترمون الغَير ويُحبون التواصل مع الجميع، وهم مِثلَ عَسلِهم فيهم النَقاء والصَفاء والجَودة، فمجتمع حضرموت مُسالم وواعي يُحبون الاستقرار ويستفيدون من تجارب الآخرين ويعملون على تجنب أيّ نزاعات من أي نوع، ويبحثون عن الأمن على الرغم من كل التحديَات التي واجهتهم خلال العُقود الماضية ومنها جماعات الإرهاب، ومؤخراً كان تعاملهم السَليم والمُنظّم في مواجهة جَائحة كورونا والتي يتمّ التعامل معها بشفافيَة، بالإضافة إلى الكوارث المتكررة نتيجة السيُول والتي أثرّت عليهم بشكلٍ كبير غير أنهم يواجهون ذلك بكُل عقلانية وهدوء ويتجاوزون كل تلك المِحن، حيث تُشعرُنا بمدنيّتها على الرغم من التاريخ القبلي لمُجتمعها الذي يَستمر في عاداته وتقاليده بالصَبغة المدنية التي نَلمُسها بوضوح في تقديرهم للمرأة، كما عبّرت ممارسات مجتمع حضرموت عن حُبهم لدولة المؤسسات والقانون التي تَظهُر مَعالمها في سُلوكيَات المجتمع ذاته، وقد شَكلّت مَرجع مُساعد لكلّ اليمنيين حيث لُوحظ تواجد النازحين وأيضاً مطار سيئون المفتوح رغم كلّ المشاكِل التي تحدُث في اليمن. ولهذا هُم "عَسل اليَمن".

وفي سيَاق ذلك لَعبت الكيانَات المَدنية والاقتصادية دوراً مهماً في مُساندة المجتمع المحلي في حضرموت من منظمات مجتمع مدني ومبادرات مدنية ومجتمعية في تعزيز البنية التحتية والتنمية الشاملة والمُستدامة في قطاعات عدة منها تعزيز فاعلية القطاع السمكي بدعم الصيادين والذي تقوم به مؤسسة متطوعون ، والأنشطة التي تقوم بها مؤسسة الشهيد بن حبريش في مواجهة كورونا والتوعية المجتمعية المستمرة، بالإضافة إلى برامج أُخرى تتعلَق بدعم تقنيات حديثة في أعمال العَسل والنَحل، ولا بُد من التأكيد هنا أنّ حضرموت استقبَلت الكثير من النَازحين ووفرَت لهم أماكن إيواء وتفاعلت المجتمعات المحلية فيها مع النازحين وكأنهم في ضيافة حضرموت وتقوم عدد من البرامج والمبادرات المحلية والدولية بدعم احتياجاتهم، وما زالت حضرموت بحاجة إلى المزيد من الاهتمام التنموي والمجتمعي من قبل الدولة والمانحين الدوليين والفاعلين من القطاع الخاص الذي يُعد من أهم الفاعلين الوطنيين، وهنا يأتي أيضاً سياق التوازن السياسي الذي شكّلته حضرموت على المستوى الإقليمي والوطني بكُل المقاييس، وكان لمُكونها السياسي المجتمعي المُتمثِل بمؤتمر حضرموت الجُامع ذو التأثير الواضح خلال الفترة الأخيرة في مواقف المجتمع الحضرمي، المجتمع الذي خرج منه العديد من رجالات الدولة اليمنية على مرّ التاريخ الحديث والمعاصر.

تميّزت حضرموت بأشياء أُخرى عبرّت عن ثقافتها الإنسانية المُتراكمة وهي عديدة تُعطيها طابعها ومنها الأزياء المُميزة والمأكولات المعروفة والمثقفين ورجال الدين المتصوفين، فضلاً عن عمالقة الغناء والشعر الذين من أبرزهم الشاعر المحضار والفنان كرامة مرسال والفنان الكبير أبوبكر بلفقيه الذي تَغنّى باليمن ومناطق حضرموت الجميلة والتاريخية حيثُ الدَان الحضرمي واحد من أهم مكونات التراث الثقافي المرشح لقائمة التراث اللامادي لليونيسكو.

لقد أثرى الثنائي المحضار والفنان أبوبكر سالم الثقافة والمكتبة الغنائية والشعرية، وهنا يَحضُر الدَان الحضرمي في مُغنَاة العملاق أبوبكر سالم بلفقيه المشهورة "قال أبو مِحضار" : 

قال أبو محضار قلبي من قديم الوقت سَالي

لا سِمعت العُود دمع العَين فوق الخَد سَال

بَاعذَب الأنغام والألحان هزّتني العَوالي

والجبال العالية والصوت عَال

ما بدا لك من صُروف الهَجر يا روحي بدا لي

ذي تعزّه أو تِودّه ما تِبدّل به بِدال

بنتظر وَصلَك ولا تنتَظر منّي وِصالك

خَاف أنا لا قد رأيت الحيّ يغنيني الوِصَال

قال أبو محضار قلبي من قديم الوقت سالي

لا سمعت العود دمع العين فوق الخدّ سال


شاركنا بتعليقك

شروط التعليقات
- جميع التعليقات تخضع للتدقيق.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها