تعوَّد اليمنيون من الرئيس علي ناصر محمد أن لا يوفِّر جهداً -ولا مناسبةً، إلا ويوظِّفها- في الإسهام بتقديم ما يخدم المصلحة الوطنية لليمن بوجه عام من المقترحات والمبادرات الصريحة والضمنية التي تؤكد عبثية الحرب القائمة وخطورتها وكارثية استمرارها على بلادنا وشعبنا. وهو يعمل بحرص بالغ من خلال ذلك على بلورة جملة من المعالجات الموضوعية الكفيلة إذا ما تم الأخذ بها بالتأسيس لإنهاء الحرب في اليمن والأزمة الوطنية والإنسانية المستمرة والمتفاقمة فيه منذ نحو سبع سنوات ماحقة تمثل جائحة كبرى على امتداد التاريخ اليمني.
وها هو الرئيس ناصر يجدد التوكيد على ذلك مؤخراً في سياق تقديمه التهنئة لسلطنة عمان الشقيقة، ممثلةً بجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور، بمناسبة الذكرى الخمسين لعيد النهضة الوطني العماني، يوم الأربعاء الفائت 18نوفمبر الجاري. فنجده يُضمِّن خطاب التهنئة مبادرة سياسية بالغة الأهمية والمسؤولية، تتوزع مفرداتها في ثناياه بدقة وإحكام، دون أن تحمل موضوع الخطاب ومضمونه الدبلوماسي فوق ما يحتمل. وفي موازاة ذلك، نجد دعوة ضمنية واضحة لقيادة السلطنة إلى الاضطلاع بالدور المحوري في رعاية وتبني حل سياسي يجمع الأطراف اليمنية كافة؛ في سياق يؤكد تميُّز السلطنة وقيادتها بإمكانية القيام بهذا الدور باقتدار، دون غيرها، نظراً لموقفها الثابت من الحرب والمتوازن تجاه أطراف الأزمة اليمنية جميعا.
أما أهم فقرات الخطاب التي تضمَّنت الدعوة المذكورة ومحددات المبادرة، فهي:
“نشد على أيديكم لمواصلة جهودكم لإيقاف الحرب في اليمن وحل الأزمات القائمة حلاً سلمياً ومنصفاً، بما يحفظ الوحدة والسلامة والسيادة لكامل الأرض اليمنية “.
وكذلك:
“رهاننا كبير على أن تكلل مساعي جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور، الرامية إلى تقريب وجهات النظر بين أبناء الشعب اليمني بوضع حد لنزيف الدم، وطي صفحة الخلافات عبر الحوار اليمني اليمني، دون تدخل خارجي أو وصاية من أحد “.
إلى جانب:
“حوار شامل بين دول المنطقة بحيث يفضي إلى استقرار وتكامل وتعاضد شامل بين كافة دول المنطقة لمصلحة شعوبها و لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه الجميع “.
وبناءً على توافق محتواها مع أهدافنا ومبادئنا الأساسية، ومع رؤيتنا للمصلحة الوطنية العليا لبلادنا، فإننا في مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي نعلن تأييدنا التام لهذه المبادرة المسؤولة وطنياً وقومياً، وللدعوة التي تضمنتها للقيادة الحكيمة لسلطنة عمان الشقيقة، استمراراً لدورها المحمود ومساعيها الخيرة ومواقفها المتوازنة الثابتة من الحرب والأزمة اليمنية وأطرافها كافة.
كما ندعو الجميع إلى تأييدها وتبنيها والبناء على أساسها.
والله الموفق .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها