في ليلة الثالث من نوفمبر عام 2015م رن هاتفي وقبل الرد على المتصل نظرت إلى شاشة الجوال فإذا هو الشيخ أحمد عبده محمد فظننت أنه في مدينة المسيمير والتي اسكنها لأنه كما عودني عند نزوله إلى مدينة المسيمير يشرفني بزيارتي وقضاء ليلة مع اخ لم تلده أمي فكان إما يسهر في كتابة حكم لقضية معينة أو يقرأ دعوى وإجابتها واقوال الشهود فيها أو نسهر معا لمتابعة الأخبار والقيام ببعض النقاشات والتحليلات السياسة ولكن كان الاتصال كالتالي
قلت مرحبا بالشيخ احمد كيف حالك
الشيخ احمد الحمد لله بخير كيف حالك يا دكتور
قلت الحمد لله ... يالله بسرعة ياشيخ تعال نتعشى ونسمر مع بعض .
الشيخ احمد يضحك ويقول انا في قرية حبيل حنش واتصل لك من البيت ولكن اسمع باقول لك حاجة
قلت اتفضل
قال شوف انتبه على نفسك وبطل تساهل والهبالة حقك بطلها ( قالها مع ضحكة لا زلت اسمعها في أذني رغم مرور سنوات عليها ) .
فضحكت انا وقلت ياشيخ كل شيء بالمكتوب وماقدر الله بايقع ..
فقال انا داري ان كل شيء بالمكتوب ولكن على الانسان ان يحذر , ثم قال شوف في واحد قال لي ان انبهك انت و ..... (ذكر لي اسم شخص آخر ) المهم ضروري تطلع قرية نعمان واجلس هناك لما تهدئ الأمور ونزلت .
قلت خير ان شاء الله.
فقال ضروري والا بااكلم محمد ناجي وقدك تشوف كيف ابوك لما يكون قلق ثم ضحك الشهيد ضحكته الأخيرة التي لم اسمعها بعد ذلك ولن اسمعها حتى قيام الساعة
فضحكت وقلت له خير يا استاذ وانتبه ان تكلم الوالد والا بايطلعنا الان البلاد ثم ضحكنا وكان هذا آخر عهدي بالشهيد رحمه الله .
آه ياأحمد لم تكن تعلم انت حينما كنت تحذرني ان يد الغدر ستنال منك خلال أقل من ٧٢ ساعة وانك سترحل إلى عالم الآخرة قبل رحيلي
آه يااحمد ليتني كنت اعلم ( ولا يعلم الغيب الا الله ) ان اتصالك ذلك كان الاتصال الأخير إلي حيث كنا سنستمر في الحديث أكثر وأكثر وأكثر وقت ممكن .
يا احمد ليتني كنت اعلم ان ضحكتك تلك الليلة كانت الضحكة الأخيرة لكنت سجلتها لتبقي معي إلى ان ألحق بك .
يا احمد لقد عشت شريفا وحييت عفيفا واستشهد نظيفا .
وختاما اقول ربما يقف الاخ احيانا مع اخيه أو الأب مع ابنه رغم انه متهم بقضية جسيمة وهذا قد يتوقع من البعض بدافع الاخوة أو الأبوة رغم معرفتهم بأنهم يقفون في المكان الخطأ ولكن ان يقف اناس ليس لهم اي صلة بالمتهمين إلى جانب المتهم ويقعون حاجز صد امام أولياء دم رجل قتل مظلوما فهنا تكون اللئامة بل والحقارة , فاليوم نشعر بالصدمة حينما نرى أولياء دم الشهيد ينشرون أسماء وصفوها بمواقفها الظالمة ضدهم وهذه الأسماء طالما كانت تظهر الود والمحبة للشهيد في حياته بل ومات الشهيد وهو راض عنها , للاسف الشديد لقد صارت الرجولة في هذا الزمن غالية ونادرة جدا ولا يمتلكها إلا القليل وصار الوفاء معدوما ولا يحوزه إلا الاغنياء بكنوز الشهامة فلا ننتظر مواقف الرجولة ممن خسروها للاسف الشديد ...
يقول الشيخ الشعرواي ( اذا لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل ) . وهنا نقول ياشيخنا هناك من لم يقل الحق ولم يصفق للباطل فحسب بل غنى للباطل ورقص ...
#قضية_الشهيد_احمد_عبده
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها