ثمة أمرٌ واقعي.. يجب أن نتعامل معه بموضوعية.. لأن التعامل مع الواقع بطريق التكهن و الافتراض ، يخرجنا عن نطاق "المنطق"..
الشرعية.. فتحت ذراعيها لكل اليمنيين "كل اليمنيين".. احتضنت كل من أرتمى الى صدرها، بغض النظر عن النوايا والانتماء والجغرافيا.. احتضنت كل من قال لها: أنت الوطن والحلم والمستقبل، ولا لمليشيا الانقلاب!
فكل من احتضنتهم من كل اليمن بمختلف انتماءاتهم الجغرافية والحزبية والمذهبية...الخ.
تمتلك "الشرعية" جمهور واسع ، من ساسة وعسكر وشعب مناصر لها، ولكن لجمهورها الحاكم،(مدنياً وعسكرياً ) أهداف وغايات مختلفة.. فالبعض من هذا الجمهور العريض التحق بالشرعية، ليحصل على لقمة العيش وقوت أطفاله، والبعض ليحصل على المال والجاه والمنصب، والبعض من أجل الوظيفة والسلاح، والبعض من أجل كسب المال وخدمة طرفي الانقلاب، والبعض يقاتل بصف الشرعية ولا يؤمن بالعسكرة والقانون(القاعدة واخواتها)، وقبائل لاستنزاف الشرعية ،ودول من التحالف تضرب عصفورين بحجر واحد.. وهناك مالا نعرفه!
(والبعض الأخير):هو البعض الصادق الذي خرج من قلبه ويعمل من كل قلبه من أجل كسر الانقلاب واستعادة الدولة.. والذي هو من أحدث نجاح الشرعية حتى يومنا هذا.
وبالتالي: من المحتم أن تظهر العيوب والسلبيات والفساد والاختلالات الإدارية ، في الحكومة الشرعية والفشل أحياناً في مواجهة الأولويات الأساسية اتجاه الشعب!
إذا تأملنا جيداً في تكوينة جمهور "الشرعية" وكيف تكون من اللا شيء ،سنؤمن بأن هذه النتائج ،نتيجة طبيعية لاحتضان لشامل لأمة يمنية لها غايات وأهداف مختلفة..
لكن البعض، ممن يؤيدون الشرعية، وغيرهم من المحسوبين عليها؛ يصبون جلَّ حديثهم ،في نقاشاتهم وكتاباتهم اليومية والمباشرة في مختلف الوسائل ،على تلك الإفرازات السلبية/الحتمية، متناسين حالة الوضع الكارثي والفوضى التي وصلنا إليها.
وأن التنظيم والترتيب، وإعادة الأمور الى نصابها بهذه الحالات من الأمور الصعبة والمعقدة جداً، التي تحتاج الى وقت وجهد كبيرين.
فلو أن جمهور "الشرعية" الداخلي والإقليمي والدولي على قلب رجل واحد نحو: القضية التي قامت من أجلها ؛ لتنهى أمر الانقلاب في حينه!
وهنا لانقصد ،الصمت أن الفساد الحاصل داخل "الشرعية" ولكن لا نستغرب حدوثه، ونوجه كل الحديث نحوه، من جهة نعتبرها وجدت من أجل :دولة النظام والقانون ،فعلينا أن نتعامل معه بموضوعية ومنطق..!!
عامين و"الشرعية" في تطور وتعافي وتكوين ما بين واليوم والآخر،
برغم تعقيد وغموض جمهورها، ومسؤوليتها الجمة أمام قضيتها الكبيرة.. ها هي تترتب، وتفكك العقد ،وتكشف الغموض، وتبني معالم ،دولة القانون والمدنية الحديثة،على85% من جغرافية الوطن، الذي وقع بالكامل في قبضة مليشيا صالح/الحوثي الفاشية بانقلابهما الفاشل21/ديسمبر/ 2015م.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها