تتواصل أفراح وإبتهاجات العيد السعيد وتشهد صوراً ومظاهر متعددة ومتنوعة فإذا كانت مظاهر الإحتفال بالعيد تختلف أو تتشابه وتتماثل من بلدٍ إلى آخر فإنها بلونها العام وتشابه العادات والتقاليد الاجتماعية فإنها تكتسب صورة واحدة، ويصبح للعيد عنوان ولون واحد هو لون الحب والفرح يشيع في النفس بهجة وسعادة وحبوراً.
وبلادنا اليمن كما هو معروف تتميز بتنوعها البيئي والمناخي من محافظة إلى اخرى .. في الجبل وفي السهل وعلى الساحل تتعدد صور والوان وعناوين العيد وتتنوع مظاهر وطقوس الاحتفال بالعيد السعيد وتغدو لكل منطقة خصوصية وتميز في الفرح بالعيد تميزها عن غيرها وهذه الخصوصية تشتمل صوراً ملونة بالوان العيد بدءاً من اللبس مروراً بالوجبات العيدية الخاصة وأوقات الزيارات للأهل والأقارب والأصدقاء والأحباب وتبادل التهاني والتبريكات بالعيد، إلاَّ أن كل تلك الصور تلتقي في إطار ديني واجتماعي واحد يجعل للعيد عنواناً واحداً هو عنوان الفرح وترانيم متناغمة تبرز ما تختزنه النفس البشرية من سعادة ومرح وحب وتسامح .
كيف لا والتسامح هو أحد أوجه الحب بل الحب نفسه بدون التسامح لا يُعدّ حباً قوياً صادقاً والإنسان بقدر حاجته اللازمة والضرورية لإقامة علاقات وارتباطات إنسانية سوية وحميمة وفضلى تكون حاجته لازمة وضرورية ايضاً إلى التسامح مع نفسه ومع الآخرين من حوله .
فلنطهر قلوبنا ونفوسنا من كل ما علق بها من غبار الزمان ولنجعلها مهيأة للتسامح ونقلع من ارضيتها كل بذور الحسد والحقد والكراهية، ونزرع بدلاً عنها بذور الحب والتسامح والخير الوفير والدائم، والتسامح لايطيب له المقام إلاَّ في القلوب الخيِّرة والطيبة .
والسعادة عنوان من عناوين العيد، وأنها لشعور عظيم تغمر قلوبنا بهجة وتتجلى واضحة على وجوه الصغار والكبار، والسعادة هي الحلم الأزلي للإنسان والطموح الأبدي منذ سالف الأزمان .
وفي العيد السعيد تدغدغنا السعادة وتتصدر أحلامنا وآمالنا وتطلعاتنا وتغدو مزيجاً لذيذاً وممتعاً من مشاعر الرضا والقناعة فيتكثف في النفس الفرح والإبتهاج .
والسعادة تقترن دوماً وابداً بحب إنساني رفيع وعظيم يسمو بالروح ويترفع بها عن الضغائن والأحقاد ويتطلع دوماً إلى فعل الخير للجميع لتغدو السعادة حينذاك الموئل الذي يتجه شطره عشاق الحياة .
ولاينبغي للمرء تصور السعادة وتمثل معانيها بأنها المظهر الزائف والنفس المريضة الهلوعة المنبهرة بلمعان وبريق المال الكثير والملبس الوثير.
لكنها أي السعادة هي الإحساس الصادق بالمعاني الإنسانية العظيمة التي نطالعها عند إشراقة شمس يوم جديد، ونشاهدها في ابتسامة طفل وليد ونحسها لدى أولئك الذين لايعرفون حدوداً للبذل والعطاء السخي في الحياة ولايعرفون نهاية للحب والتضحية والإخلاص والوفاء .
بكل الحب مبروك علينا وعليكم العيد السعيد وكل عيد والجميع بخير وموفور الصحة والعافية والسعادة والهناء ..
* - بقلم : معروف سالم بامرحول صحفي معد ومقدم برامج
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها