وفي هذا الصدد قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي إن الإمارات تريد تكريس نفوذ خاص ومباشر لها في اليمن على حساب الشرعية وعلى حساب الوحدة الوطنية وسلامة التراب اليمني، مشيرا إلى أنها أمسكت بمنافذ خاصة لتحقيق أهدافها، هي: الحرب على الإرهاب بإقناع أميركا بأنها الشريك المناسب لها في اليمن، وانشغال السعودية بأهدافها الخاصة في اليمن وقلقها من العمليات العسكرية على حدها الجنوبي.
وأضاف أن الإمارات -وبالتحديد ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان- يلهث وراء أوهام إمبراطورية، وهي أوهام لا تستند إلا على فائض نقدي وفائض قوة وتفويض من أميركا يأتي من زاوية حرصها على مكافحة الإرهاب في اليمن.
وقال التميمي إن الإمارات لا تحتكم لمعايير أخلاقية وتتصرف بعقلية سياسية غاشمة لا تحسب حساب المصالح اليمنية، ولديها وهم أنها تحارب الإخوان المسلمين وعندما تهزمهم فإن لديها وهم تأسيس إمبراطورية واسعة، كما أن لديها نزعة للهيمنة والنفوذ والاستعلاء وتتصرف تصرفات لا تصدر إلا عن دولة احتلال.
وعزا التميمي تغاضي السعودية عن تصرفات الإمارات في اليمن إلى أنها مشغولة بالعمليات العسكرية في حدها الجنوبي وترتيبات وضعها الداخلي، معتبرا أن ما يجري في اليمن خارج عن الغطاء الدولي وهو عبارة عن انتقاء أهداف بين أبو ظبي والرياض اللتين تجمعهما نقاط التقاء كثيرة في اليمن.
توزيع أدوار
من ناحيته، اعتبر الكاتب والباحث السياسي محمد قواص أن دور الإمارات في اليمن هو جزء من مشهد وتحالف دولي تم تأكيده في قمم الرياض الثلاث، مشيرا إلى أن الإمارات لا يمكن أن تتصرف في اليمن دون تنسيق مع السعودية والمجتمع الدولي.
وأضاف أن الإمارات لها هدف واضح تجاهر به وهو التصدي للإسلام السياسي ولجماعة الإخوان المسلمين في الإمارات ومنطقة الخليج واليمن، موضحا أن أجندتها في هذا المجال تتباين نسبيا مع الأجندة السعودية.
وأعرب عن اعتقاده بوجود تفاهمات معينة وتوزيع أدوار عسكرية وسياسية بين الإمارات والسعودية في اليمن، وأن التباينات بين البلدين لا ترقى إلى مستوى المواجهة.
ترتيبات مستقبلية
أما الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمد جميح، فقد قال إن الإمارات دخلت إلى اليمن بهدف إعادة الشرعية، لكن أهدافها تجلت الآن وهي أهداف أقرب للأهداف الأميركية منها إلى أهداف السعودية والتحالف العربيوالحكومة الشرعية.
وأكد أن الإماراتيين معنيون بمحاربة القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في جنوب اليمن أكثر من حرصهم على محاربة الانقلاب وعودة الشرعية، مشيرا إلى أن ملف الجنوب سلم للإمارات التي قال إنها تمنع عودة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى عدن وتدعم الانفصاليين الذين يمنعون عودة هادي.
وقال إن الإمارات تريد أن يلتف اليمنيون حول الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لإعادته إلى المشهد السياسي وتبييض صفحته تمهيدا لهدف إماراتي بشأن ترتيبات مستقبلية لعودة نجله أحمد، مؤكدا أن القيادة الشرعية والسعودية تخسران مما يجري بينما الإمارات تكسب على الأرض.
وعزا تغاضي السعودية والحكومة الشرعية عن تغول الإمارات في اليمن إلى ضعف الحكومة السعودية وانشغالها بالمواجهات العسكرية على حدودها الجنوبية، أما الحكومة الشرعية فهي في المنفى وممنوعة من العودة إلى عدن.
